الأحد، ١٠ يناير ٢٠١٠

الشوارعيزم

هي كلمة خليطة ما بين العربية والأنجليزية الجزء الأول الشوارع و الثاني الأنجليزي ISM يزم وهي نهاية بالانجليزية توضع في نهاية اسم نظرية سياسية أو ايدولوجية ومعناها مذهب الشوارعية وقد كتبها قطب التلفزيون الحكومي الرسمي د / عمرو عبد السميع مقدم برنامج حالة حوار في مقال له بجريد الأهرام الحكومية ونقلته جريد المصري اليوم في آخر صفحة تحت عنوان قالوا بتاريخ الأربعاء 6 يناير 2010 واصفاً الهجوم على الحكومة الغير مبرر ، وكأن حكوماتنا رضي الله عنها تسهر على رعاية المواطن آناء الليل وأطراف النهار ( ونسي ان المجتمع المصري لا يتحاور لان الكل مشغول بلقمة العيش ) ولكن عموماً هذا الحوار مجرد حالة كما أسم البرنامج المهم انه كلما تفتح هذا البرنامج تجد الوجوه الحكومية واربابها القابعين في لجنة السياسات المكيفة واساطين الرأس مالية التي إن وجد مثلها في الدول الغربية نفسها لأطاحوا بها ، وتجد هؤلاء الضيوف والعياذ بالله يدافعون عن السياسات المطبقة او عن ازمة راهنة سواء داخلة أو خارجية وما أكثرها .

ولكن فات الحكومة شئ واحد انه والحمد لله ان مثل هذه البرامج لا يتابعها المصريون اما لانشغالهم بأمورهم أعانهم الله عليها أو لأنهم يفضلون القنوات الفضائية وتنوعها والحصول على المعلومات منها خصوصاً ما يتعلق بمصر فالمصري بينه وبين الاعلام الحكومي خصومة نتيجة مثل هذه الدفاعات عن الحكومات الميمونة وسياساتها الرشيدة التي لا يحس بها إلا قلة يتم وصفها بأبشع الصفات والالفاظ من كل فئات المجتمع اقلها اللصوص وآخرها مصطلح المماليك الجدد . صحيح وجود رجال أعمال معروف تاريخهم وأعمالهم ولكن ماذا عن الباقين .

فجأة وبدون سابق أنذار تسمع عن مليارديرات وأثرياء بدرجة تخيف العاقل فالبلد تشكوا مر الشكوى وتوجد فئة هكذا بينما المواطن يزداد قهراً وفقراً نتيجة تخبط السياسات وسوء الإدارة وانحلال الضمير والربح من الأزمات والدليل ما حدث في عزل وزير التعليم يسري الجمل الذي كان يتطعم ضد مرض انفلونزا الخنازير ليكون قدوة وبعدها بعدة ساعات أو أقل وجد نفسه خارج الوزارة دون أي مقدمات أو مؤشرات وكان المفترض والأولى عزل وزير المالية صاحب بدعة الضرائب العقارية التي ستزيدنا خراباً على خراب ويجعلني وأنا مالك بيتي أؤجره من الدولة بسبب ازدراءه للأديان في فضيحة سب الدين للملاك كما تناقلتها الفضائيات وجرائد المعارضة بالطبع وهذا التصرف يدل على عدم احترام الناس والتعالي عليهم بالدرجة الأولى وعدم كياسة سياسية ومن تجليات هذا الموقف فضحه للسلوك والمواقف الشخصية لأعضاء حكوماتنا .

ناهيك عن أزمة قافلة شريان الحياة 3 التي جاء بها أحرار من العالم أجمع وفيهم يهود تعاطفوا مع غزة الصامدة حتى لو كانت تحت سلطة الحكومة المقالة التي تقود المقاومة التي بدونها ( مهما كان أخطاؤها ) لكنا رأينا المسجد الأقصى المبارك قد باعته السطلة وحملة مباخرها بثمن بخس وموت نهائي للقضية ( حتى لو انقلبت حماس واقتتلت مع السلطة المترنحة في رام الله ) المهم ان القافلة جاءت وعند دخولها سمعنا العجب العجاب بوضع عراقيل على عدة سيارات وكلها مساعدات وهنا استغل الإعلام الفرصة فأصبحت مصر شيطاناً مريداً يشارك إسرائيل في الحصار وانظر لأي فضائية ناطقة بالعربية مثل BBC ولن أقول الجزيرة وتجد ان القافلة اصبحت أزمة وتحول الأمر إلى تراشق إعلامي وانتهت بوفاة جندي مصري فلماذا نشوه صورتنا بأيدينا وقد تم طرد جورج جالاوي من مصر كما ظهر على وكالات الأنباء أهكذا يكون جزاء الرجل . فنحن دائماً نشكو تجني الغرب علينا وظلمه لنا وفجأة وجدنا من يناصرنا ويتعاطف معنا داخل الغرب نفسه بل ويقود القوافل من اجلنا ويحرج إسرائيل أمام العالم أجمع ويصرخ مطالباً بحقوقنا وبدلاً من دعمه وتأييده والتيسير عليه حدث ما حدث للأسف الشديد بحجج واهية ولكن عند مولد أبو حصيرة تجد العكس ؟!

ولهذا لم اتعجب عندما قرأت منذ فترة قصيدة للشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي يمجد فيها الزعيم جمال عبد الناصر وأيامه فهو الرجل الذي جعل لمصر مكانة دولية يكفي أن الولايات المتحدة نفسها طلبت وساطته لدى ثوار فيتنام ونقل العرب الى وضع سياسي في زمن وجيز وإلا لما تأمر الغرب عليه طيلة حكمه ومن المعروف ان عبد الرحمن الأبنودي كان من نزلاء المعتقلات أيام الرئيس جمال عبد الناصر ولهذا فأن شهادته وقصيدته غير مجروحة ولا منقوصة وهذا يدل على سوء حالنا الذي جعل شخص يترحم على ساجنه لأن أيامه كانت الناس تحلم وترى نوراً وتحس بذاتها وكان المصري يفخر بمصريته وليس كما يحدث الآن .

ليست هناك تعليقات: