الاثنين، ١٧ يناير ٢٠١١

كلنا محمد بو عزيزي

كلنا محمد بو عزيزي هذا هو حال لسان الشعوب العربية و خصوصا الشباب الذي فقد الأمل في انظمة فاسدة توصم بها الدول العربية فقط دون عن بقية العالم. فهذا الشاب رحمه الله الذي اٌغتصب حقه و صودرت بضاعته بالرغم من قبوله مضطرا للعمل كبائع متجول لأنه ليس من ابناء المحظوظين السارقين لقوت الشعب و لا خائن و لا عميل للغرب فما كان من الحكومة التونسية الجشعة المعينة من قبل الطاووس زين العابدين بن علي ( انظر الى صوره و هو في مجده ) و الذي اصبح زين الهاربين كما سماه شباب الفيسبوك الا ان صادرت بضاعة الشاب و تمت اهانته و صفعه و هو اشرف منهم و مِن مَن انجبوهم على الأقل انه يكسب من عرق جبينه و رباه اهله على الشرف و عدم السرقة و الا لما وقف بالسوق و كان الشهيد ابن الأكرمين ليس لصا يحكم و يتحكم بمصير الناس و يسرقهم ثم يلقي بهم في السجون و المعتقلات.
فمكا كان منه الا ان اسودت الدنيا امام عينيه رحمه الله ففعل فعلته التي احرقت النظام التونسي المخلوع قبل ان تحرقه و لم يخيب شباب تونس ندائه الذي كان يخرج ملتهبا من جسده فهاجوا و ماجوا و الكل حسبها بسرعة و لكن بمنطق و هي انه في كل الأحوال ميتين فلماذا نٌهان و نستعبد و نسرق و تزور اردتنا فأنتفضوا يأخذوا حقوقهم و يستردوا بلدهم المنهوب من عصابة الطرابلسي حيث عائلة امرأة العزيز الثانية التي كان زوجها ضعيفا امامها.
و لم يخيب النظام التونسي و رئيسه المخلوع ظن الشعوب العربية في حكامها حيث وصف منفذوا و نشطاء الاحتجاجات و المظاهرات بالأرهابيين و ان الحزب الشيوعي التونسي هو اساس البلاء و محرك الفتنة ( يعني ارهابي و شيوعي في نفس الوقت . طب ازاي ده حتى ما ينفعش ابو دقن يقعد مع شيوعي ) و لكنه كان يتحدث مع نفسه حيث ان الدول الأوروبية و الولايات المتحدة اول من يعرف من هو الأرهابي و بعدها بفترة لم يجد صدى لكلامه فبدأ في اللين و خصوصا بعد انتشار الانتفاضة التونسية المباركة ضده و انتقلت الثورة الشعبية لجزائر النفط الذي انتفض شبابها سريعا ضد هذا النظام الواهن ايضا و لكن بوتفليقة خاف و استوعب الدرس سريعا و خصوصا ان الجماعات الاسلامية بالجزائر حاضرة و الخصومة مستعرة و الانفلات سهل حدوثه فدعم و خفض حتى تهدأ و لكن هيهيات ان تحت الجمر نار.
و نعود لتونس التي التهبت و اشتعلت اكثر فما كان منه هذا الهارب الا ان زار الشهيد الحي المرحوم محمد بو عزيزي ( لم يزره و يتفقد حالته المزرية فور علمه ) حتى يكسب تعاطف الناس و لكن الشعوب لا تنسى من هو سبب نكبتها و اقال وزير الداخلية ليس نزولا على رغبة الشعب التونسي و لكن لأنه اخفق في قمع الثورة. و كانت الورقة الاخيرة و هو الجيش التونسي الذي كان لابد له من انا يضبط الشارع و كان امر زين الهاربين ان يقوم قائد القوات البرية تحديدا بالردع و اطلاق النار على الجموع لسحل الثورة فما كان من قائد القوات البرية الشجاع الا ان استقال و رفض اطلاق النار و هي سابقة محمودة للعسكريين
في دولنا العربية ( تضاف لسابقة الجيش المصري اثناء انتفاضة العمال اثناء 17 و 18 يناير ضد قرارات الرئيس السادات الشهيرة حول الدعم ) ولكن الشرطة لم تخيب ظن الناس فيها و كانت الكلب الوفي لزين العابدين و تبعها الحرس الرئاسي و تصدى لها الجيش التونسي و حمى المتظاهرين فأدرك زين العابدين ان الوقت قد حان وليس هناك خيار أخر و اضطر للرحيل و هرب مسرعا الى مالطة و للمفارقة ان الدول العلمانية الغربية التي كانت كعبته و قبلته رفضت استقباله حتى لا تلوث نفسها امام شعبها و شعب تونس خصوصا فرنسا التي كانت تتعامل معه على اساس انه الأمر الواقع و افضل من الاسلاميين و لكنهم الفرنسيين يعرفون من هو هذا الرجل الحديدي فتعففوا ان يستضيفوه و كذلك عدة دول اوروبية فما كان له الا انا ذهب الى بلدن الاستبداد العربية كالعادة و اخيرا قبلته السعودية بلد اللحية و النقاب و هو الذي حارب حتى الفضيلة و لو كانت غطاء رأس صغير و لن نقول حجابا و او خمارا فما ظنك بالنقاب و سبحان مغير الأحوال.
اما الشعوب العربية فكلها على قلب رجل واحد فكل يتمنى ان تتكرر تجربة تونس خصوصا ان نظامها الامني كان رهيبا و قاسيا فخرجت المظاهرات نكاية في الانظمة العربية و رغبة في تغيير الحال للأحسن و استمرار المسيرات المؤيدة كما في الجزائر و مصر و الأردن و السوان و اليمن حتى رأي المواطنين العاديين في الخليج الذين لا يعانون صعوبات العيش كانوا مؤيدين للثورة الشعبية التونسية و قد اشعل ثلاثة جزائريين النار في انفسهم و مصري من مدينة الاسماعيلية فعلها صباح هذا اليوم الموافق 17 / 1 / 2011 فأصبح محمد بو عزيزي رمزا لمقولة ان تحت الجمر نار التي نسيها حكامنا العرب و نذكر حكوماتنا العربية بمقولتين مع اني اعلم سلفا انهم لا يستجيبوا لنصح كما وصفتهم الصحف و الأدراة الأمريكية او الأولى هي " الجوع كافر " و الثانية هي " إذا رأى الكفر الفقر داخل قرية قال له ( الكفر للفقر ) خذني معك "

ليست هناك تعليقات: