كنت كثرا اسمع تعليقا هو ( هو انت كنت الحاكم بامره ) و عنما درست جزء من التاريخ فى التعليم سمعت عن الحاكم بأمر الله و لكنى لم ادرس عنه شئ و لكنى علمت انه كان غريب الاطوار و له افعال غريبة و مضحكة فقررت ان ابحث عنه فكان عند سن ظنى و هذه بعض نوادره و افعاله
هذا الشخص هو أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي لقب بالحاكم بأمر الله، ولد سنة 375هـ وتولى الملك بعد موت أبيه في رمضان سنة 386 هـ و كان سادس الملوك العبيديين تولى الملك و عمره إحدى عشرة سنة
كما أنه خفف من الإسراف الذى كان يحدث في الإحتفالات بالمناسبات المختلفة , كما أنه أمر بألا يصلى عليه أحد في كتاباته ( شوفت اللى قبل منه كانوا عاملين نفسهم انبياء ) و يقتصر على هذه الصيغة : (( سلام الله و تحياته و نوامى بركاته على أمير المؤمنين )) و بعدها اله نفسه
و كان الحاكم شديدا في التعامل مع رجال دولته و كان يحاسبهم بشدة إذا أخطأوا و من غرائبه أنه كان دائماً يفتك بوزرائه و يقتلهم شر قتلة، يعين أحدهم في منصبه ثم يقتله و يأمر بتكريمه فى وفاته و حسن تكفينه و يعين آخر ( احيانا بدون سبب ) فلا تمضي فترة بسيطة إلا و هوغارقا في دمه و قد قتل من العلماء والكتاب و احاد الناس ما لا يحصى على ان البعض قدرهم ب 18000 شخص , كما أنه إعتمد على نظر المظالم لتطهير دولته من الفساد ( و رعى بنفسه فسادا اخر ) و كان يواصل ركوبه ليلا و نهارا على حماره و يطوف به في الأسواق و القرى و يسمع الناس و يرى مدى طاعتهم له و قد ورث الحاكم عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع المال على الفقراء و المساكين و النظر فى المظالم بنفسه و كان له فيها عقوبات عجب تضحك الباكى و تبكى الفرحان و بعض المؤرخون يشهدون بأن يده لم تمتد على مال إطلاقا كما أنه أيضا حرص على تخفيف الضرائب عن رعاياه خاصة ما تعرف بضريبة المكوس
و لكن لا تفرح فالقادم يضحكك و يبكيك
أهم المراسيم التي أصدرها
أمر اليهود والمسيحيين بشد الزنار و لبس الغيار و شعارهم بالسواد ( ارتداه بعد فترة ) شعار المغتصبين للسلطة من العباسيين ( فتنة طائفية )
و اصدر مرسوما اختص بعض الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية و البقلة المسماة بالجرجير و المتوكلية المنسوبة إلى المتوكل و لا يباع شيء من السمك بغير قشر و لا يصطاده أحد من الصيادين ( تيجى ازاى !!! ) و شدد على هذا حتى أنه علم بتجار قد باعوا هذا فأمر بضربهم بالسياط ثم ضرب أعناقهم ( راجل فاضى )
منع الزبيب والعنب و قطع كرومه في جميع بلاده خوفا من أن يتخذها الناس منها خمرا و أراق خمسة آلاف جرة من العسل في البحر خوفاً أن تعمل نبيذاً ( فوت دى علشان خاطرى )
المنع من عجن الخبز بالرجل و المنع من أكل الدلنيس و المنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي و ما سواها من الأيام لا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث ( فوت دى و خد اللى وراها )
و قرئ سجل بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة و يؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة تقريبا ( على مزاجه ) و سترى لاحقا ما حدث للصلاة
إصلاح المكاييل و الموازين و النهي عن البخس فيهما ( و لها عقوبة شنيعة ستراها لاحقا ) و المنع من بيع الفقاع ( لما يؤثر عن علي من كراهة شرب الفقاع ) و عمله ألبتة
ضرب في الطرقات بالأجراس و نودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر و ألا تكشف امرأة وجهها في طريق و لا خلف جنازة و لا تتبرج و بعد فترة منع المرأة من الخروج و ان كان هناك ضرورة قصوى يذهب احد اقربائها و يأخذ صكا من الحاكم ( لو حتى لزيارة الاهل او الطبيب ) و كان يقتل الجوارى الجميلات فى قصره
تتبعت الحمامات و قبض على جماعة وجدوا بغير مئزر ( هايستحموا ازاى ) فضربوا و شهروا ( هيافة ما بعدها هيافة و الله العظيم )
و مما يروى عنه أيضا أنه رسم لجماعة من الأحداث أن يتقافزوا من موضع عال في القصر و رسم لكل منهم بصلة فحضر جماعة و تقافزوا فمات منهم نحو ثلاثين إنسانا من أجل سقوطهم خارجاً عن الماء على صخر هناك و وضع لمن قفز ماله ( الفاضى يعمل قاضى )
و ايضا أمر بقتل الكلاب فقتل منها ما لا يحصى حتى لم يبق منها بالأزقة والشوارع شيء و طرحت بالصحراء و بشاطىء النيل و أمر بكنس الأزقة و الشوارع و أبواب الدور في كل مكان ففعل ذلك
فتح دار الحكمة بالقاهرة وحمل الكتب إليها و انتصب فيها الفقراء و القراء و النحاة و غيرهم من أرباب العلوم و الفنون و فرشت و أقيم فيها خدام لخدمتها و أجري عيهم الأرزاق من فقيه و طالب و غيرهم و جعل فيها ما يحتاج إليه من الحبر و الأوراق و الأقلام ( ما تفتكرش انه محب للعلم لانك بعد شويه هاتشوف حكايته مع العالم ابن الهيثم ) و كانت مركزاً لإعداد و توجيه دعاة الإسماعيلية ( تجديد الكفر عفوا الفكر ) !!
في عام 398 هجريا في المحرم ابتدأ نقص ماء النيل من ثامن عشر توت فاشتد الأمر و بيع الخبز مبلولا و ضرب جماعة من الخبازين و شهروا لتعذر وجود الخبز بالعشايا ( حلوة دى )
على ان حبه للقتل كان ذا منفعة عندما حدثت ازمة غذائية ( تموينية ) نتيحة نقص الفيضان و هنا سيطر الجشع و اصبح سيد الموقف و توغلت الرأسمالية الفاطمية و رأى الحاكم ان الجوع كافر و ساعتها لن يسمع كلامه احد ( يا روح مابعدك روح ) و اشتد الامر و شكا له الناس فما كان منه الا ان اقسم و توعد انه سيخرج من منزله الى مقر حكمه و ان لم يجد القمح اثناء عودته و قد اخرج كل واحد من الناس و يضعونه ما بين قصره وديوانه حتى تغوص رجل حماره فى الطريق المملوء بالقمح ( شوف المسافة و العمق ) فأنه سيأخذ قمحه و سيقبض ماله و بما ان الناس كانت لا تزال متأثرة بقدرات الحاكم و يؤمنون بقدراته و يعرف الجميع انه سفاح سفاح سفاح بدرجة امتياز مع مرتبة الدمار فقد اخرجوا الدقيق ( تجار محتكرين و زراع و غيرهم ) من بيوتهم و وضعوه فى الطريق بين قصره و ديوانه و غاص قدم حماره ( الميمون ) حتى الركبة فى القمح فأمر بجمع القمح و اعاد توزيعه ( انظر المقريزى و كتبه )
أمر الحاكم سنة 398 هـ بتخريب كنيسة القيامة ببيت المقدس ( و خصوصا بعد هدم بعض المساجد فى الخارج ) و ألزم النصارى و اليهود في بلاده بالدخول في الإسلام أو الرحيل إلى بلاد الروم ثم عاد و أباح لمن أراد الرجوع لدينه و عمر كنائسهم التي خربها وقال " ننزه مساجدنا أن يدخلها من لا نية و لا نعرف باطنه " ( تسمى ده ايه )
كانت شخصية الحاكم شاذة و تجلى هذا واضحا في أفعاله و أحكامه و أقواله فتارة يحب العلم والعلماء ويبني لهم المدارس الفقهية ثم يهدم هذه المدارس ويقتل العلماء والمشايخ و ينكل بهم ايما تنكيل وتارة يحب الإصلاح ثم يقتل الصالحين والمصلحين و مرة قام بلبس الصوف سبع سنين وامتنع عن الاستحمام في الحمام وأقام سنين يجلس في ضوء الشمع ليلاً و نهاراً ( تسمى ده ايه ) ثم جلس في الظلام مدة طويلة ( اصحاب العقول فى اجازة ) و كتب على جدران المساجد سب أبي بكر و عمر والصحابة سنة 395 هـ ( و كان شعاره من لعن و سب فله دينار و اردب ) ثم عاد فمحاه سنة 397 هـ و عاقب كل من سب بشدة و قتل العديد من فقهاء السنة من المذاهب الاربعة و أصدر سنة 400 هـ قراراً بإلغاء الزكاة و منع صلاة الضحى و التراويح و ألغى الحج ( ضرب اركان الاسلام ) وأخذ إماماً جمع الناس في رمضان وصلى بهم التراويح فقتله ثم أعاد الصلاة لوضعها فتراه بعدها يسقط التكاليف من صلاة و صيام و زكاة و حج و جهاد و شهادة
اما حكاية ابن الهيثم فهى تدل على عدة اشياء منها غرائب ما يفعله الحاكم و منها ان العلم و اهله غير مكرمين هنا منذ امد فى هذا البلد حيث رأى الحاكم ان النيل هو مصدر الرزق و قوة الدولة ( وقوته ) لهذا اراد ان يبنى سدا على النيل و احضر ابن الهيثم و هو من هو فى العلم و امره ان يجرى ابحاثه لأقامة السد و الحقيقة كانت حسابات ابن الهيثم صحيحة تقريبا و كان سيبنيه فى اسوان و لكنه كان يعلم الحاكم و شره المستطير خصوصا ان سيتكلف كثيرا فلم يصارح احدا بخطته و بدأ يوهم من معه انه غير سليم عقليا و انه احيانا مضطرب و تطور الأمر للجنون و هنا حزن الحاكم فجعل له دارا يقيم فيها و خادم يخدمه و يحصى عليه انفاسه و كان ابن الهيثم ذكيا فكان يمثل انه مجنون حتى فى الدار لفترة طويلة لانه يعلم انه مرصود من قبل الحاكم فلما طال الوقت تأكد الحاكم انه مجنون و لم يبقى فى حسبانه و ظل ابن الهيثم على هذا الحال بضع سنين مسجونا فى داره و لم يعود لرشده و رشد ابائه الا بعد ان سمع بأنتهاء عصر الحاكم
و من مهازله التى يطيش منها العقل انه كان يسير راكبا على حماره و معه عبد زنجى واحد اسمه مسعود و بدون حرس و كان يتفقد الاسواق و ان وجد احد التجار يغش امر مسعود ان يفعل به الفاحشة العظمى ( ماركة قوم لوط ) و كان هذا يحدث علنا جهارا نهارا فى السوق على باب الحانوت الخاص بالتاجر الغشاش أو على رأس الطريق على مرأى و مسمع من الناس ( حاسب من الرقابة ) و مرة فعلها عندما رأى شيخا عجوزا فتشائم من وجهه فأمر مسعود ان يفعل به هذا الفعل المشين و كان الحاكم له عادة أن يكتب رقاعاً و ينثرها في يوم ذي رياح تتضمن هذه الرقاع خيراً و أخرى شراً و من تقترب منه رقعة و يفتحها عليه ان يعمل بما هو مكتوب فيها ( اضحك زى ما تحب ليك حق )
و قد يتسأل احدنا ماذا كان يخيف الناس منه و الم يكن يستطيع احد ان يقتله و سأجيب بأنه كان للفاطميين دعاية مثل الطابور الخامس من رموز جهل و فساد و اصحاب مصالح و غيرهم يألهون الحكام خصوصا الحاكم بأمر الله الذى وصلت به الجرأة ادعائه بأنه الناسوت و قد اشاع معرفته الواسعة بكل شئ و ان الله اعطاه من المميزات ما اعطى ( اعوذ بالله ) و كان من جملة بدعه اللا معهودة من قبل بخلاف العبد مسعود و افعاله فيقول السيوطي: (( إن الحاكم أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا على أقدامهم صفوفاً إعظاماً لذكره واحتراماً لاسمه فكان يفعل ذلك في سائر ممالكه و كان أهل مصر على الخصوص إذا قاموا خروا سجداً حتى إنه يسجد بسجودهم فى الاسواق و غيرها ( من العامة و الرعاع ) حتى في الحرمين الشريفين ( شايف الكفر ) وكان جباراً عنيداً و شيطاناً مريداً كثير التلون في أقواله وأفعاله )) و الان فأنك ترى الذين كانوا لا يصلون الجمعة يسجدون له فى السوق فكانوا يتركون السجود لله في يوم الجمعة و غيرها و يسجدون للحاكم عند ذكره اجلالا لقدره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و كان ذو عقل شيطانيا فمثلا عرف ان جماعة اغنياء فدبر لسرقتهم و ما ان سرقوا حتى هرعوا اليه يشكون ما حدث فرد رابطا جأشه انه يعلم بمن السارق عن طريق صنمه ابو الهول ( كان قد صنعه و يقال انه كان من الذهب و لم يكن كبير الحجم كأبو الهول الفرعونى ) فذهبوا و قاموا بمخاطبة الصنم ( و كان بداخله شخص من اتباع الحاكم ) و قد رد عليهم الصنم ( حاسب من القدرة ) و عندما سمعوا المكان المخبأ فيه المال ذهبوا فوجدوه و هنا امن السفهاء بقدرات الحاكم اكثر فنشروا هذا و شكروا للحاكم
و كان من غرائبه جلوسه فى وضح النهار مدة طويلة و هو مشعل الشموع فى غرفته ( اصحاب العقول فى اجازة ) و يجلس فترة طويله لابسا الصوف ( سبع سنين ) و باللون الاسود و مصائبه تجلت بحبه للقتل بلا مبرر فكان من شدة بطشه و رعب الناس منه انه ذات مرة كان يحفر خندقا بالقرب من المقطم ( و للمقطم حكايات اخرى مع الحاكم ) و ما ان سمع الناس هذا حتى سارعت الطوائف متمثلة فى زعمائها من المسلمين والنصارى في أحد ميادين القاهرة ولم يزالوا يهرولون فى الأرض حتى وصلوا إلى القصر فوقفوا على بابه يضجون ويتضرعون و يسألون العفو عنهم ثم دخلوا القصر و رفعوا إلى الحاكم بواسطة قائد القواد " الحسين بن جوهر " ( قبض عليه لاحقا و سترى ما حدث له ) ورقة يلتمسون فيها العفو. فأجابهم الحاكم على لسان الحسين إلى ما طلبوا و أمروا بالانصراف و البكور لتلقي سجل العفو و ابتدأ العاملون فى القصر اول الناس و هم اول من سمعوا و كانوا يعلمونه ( اللى ربى خير من اللى اشترى ) ثم اشتد الذعر بالغلمان والخاصة على اختلاف طوائفهم فضجوا واستغاثوا وطلبوا العفو والأمان فأجيبوا إلى ما طلبوا وتبعهم في الاستغاثة التجار و أرباب المهن و الحرف. و توالى صدور الأمانات لمختلف و واضح من تلك السجلات العجيبة مدى قوته و بطشه بالناس و استحلاله لسفك الدماء و عدم الاكتراث بأى امر عدا ما يرديد حتى صار الناس يطلبون العفو من غير جرم فعلوه. و هذا يدل على جبن الناس و تأثرهم بالأعلام المدمر ذو الصبغة الطابورية الخامسة و انه من حق الحاكم بامر الله ان يفعل ما يشاء ( فهو لا يسئل عما يفعل ) و هذا شرك بالله وقانا الله و اياكم و هذا للأسف كان الشعار المعلن عنه و وصف به حال الحاكم و انه لا يجوز سؤاله ؟؟؟؟؟
و صورة كتاب الأمان هي: (( هذا كتاب عبد الله و وليه المنصور أبي علي الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين، إنكم من الآمنين بأمان الله الملك الحق المبين، و أمان جدنا محمد خاتم النبيين و أبينا علي خير الوصيين، و آبائنا الذرية النبوية المهديين صلى الله على الرسول و وصيه و عليهم أجمعين، و أمان أمير المؤمنين على النفس و الحال و الدم و المال، لا خوف عليكم و لا تمد يَدٌ بسوء إليكم إلا في حد يقام بواجبه و حق يؤخذ بمستوجبه فيوثق بذلك و ليعول إن شاء الله ))
و على ذكر المقطم كان الحاكم متتبعا للنجوم ليعرف الاخبار ( و قد اعدم ثلاثة منجمين لتعارضهم فى الرأى معه بشأن تنبأهم بنقص النيل و اشاعته بين الناس فشحت الغلال لكثرة الطلب لتخزينها و قد صدق المنجمون و حدثت النقص كما وضحنا سابقا ) و فى هذه الجلسة قتل اثنين من فقهاء السنة احدهم شافعى و اخر مالكى انكرا الامام المعصوم ( الذى قال هو مرة لداعيته حتكين انه لا يوجد ) و صرف لأهل الشيخين القتيلين 50 دينارا تصرف كل شهر و قيل انه يخدم زحل ( دجال بعد الضهر و هه يحسن الدخل كمان )
و بمناسبه الظهر فقد كان له حكايه معه تدل على استبداد هذا الرجل فقد امر ذات مرة بمنع الاسواق نهارا و عدم خروج النساء الى الشارع و ان تفتح ليلا للرجال فقط و سار مرة فى الظهر فرأى نجارا يعمل فعلم النجار انه سيرى الويل و الثبور و عظائم الامور و بتوفيق من الله افلت من عقوبة الحاكم حيث عندما سأله الحاكم لماذا تعمل فى هذا الوقت و انا قد منعت هذا فرد النجار مذعورا " يا مولاى قبل قراركم الكريم كنت اعمل بالنهار و لكن اشغال الناس كانت عندى كثيرة فكنت اجهز جزء من العمل ليلا و اكمل بالنهار اثناء البيع و الان نعمل كلنا ليلا فلابد من ان استعد بجزء من النهار " و هنا ضحك الحاكم بأمر الله و اعجب بالنجار و ظهرت تجليات هذا الاعجاب و حلت بركته على الناس و امر ان يفتح السوق بالنهار كالمعتاد ( هو ايه اصله ده ) و كان كما يتضح محبا لسفك الدماء
و فى قتله للوزراء و الامراء حجة غريبة و مريبة تدل على بدعه حيث ذات مرة دخلت عليه اخته ست الملك و كانت غاضبة لما فعله بقتله غلاما اسمه مرجان كان يشبه على بن الحاكم بأمر الله و كان على يحب مرجان لشبهه به ( و قوف بعد قتله يستلهم الوعظ و يقول لقد كن جميلا و الان انك جثة عفنة و امعاؤك لا تسر الناظرين اين انت الان يا مرجان ) و كان الحاكم يقتل النساء و يقول انه يريد ان يتجرد من كل ضعف و قتل هذا الغلام مرجان لانه يشبه ابنه الذى لايستطيع قتله و قد ارتاع على من ابيه و كذلك زوجته و ابلغا ست الملك اخت الحاكم بما فعله اخوها الحاكم فجأت اليه و قالت له انه اصبح ميالا للقتل بلا مبرر بدليل ما فعله مع مرجان الغلام فقال لها الم تعلمينى انتى سفك الدماء و حرضتينى على قتل برجوان و ابن عمار ؟ فردت قائله انه كان لمصلحة الدوله اما الان فلما تقتل فقال ان لا اقتل كل من فيه مصلحة للدوله فقالت لا و الله و الا لما قتلت الفضل بن صالح و هو الذى انقذ ملكك من ابى ركوة و قبضت على الحسين بن جوهر ( الذى توسط للناس ساعة خندق المقطم ) و عبد العزيز بن النعمان و لهما خدمات جليلة للدولة ؟؟ فرد كالشيطان المريد قائلا " انا اقتل هؤلاء الزعماء حتى لا يحبطوا عملهم بعد ذلك ( سبحان علام الغيوب يا اخى ) الا ترين ان ان احدهم يبدأ ناشئا لا قيمة له و لا خطر منه حتى اذا ما قام بخدمة عظيمة للدولة اصبح كالطعام الذى هضمته المعدة و استخلصت اطيب ما فيه و لم يبقى من الا الاذى فيطرده الجسم "
ولم يسلم منه اقرباؤه ايضا فبعد هذا الحوار ثارت اخته عليه خصوصا انها كانت تتشفع للنساء حتى يستطعن الخروج و رد عليها بأنه يمنع الزنا ؟؟؟؟؟؟ و علم بالنساء اللاتى وسطنها فقتلهن على باب القصر فقالت اين الحكمة فى اوامرك هذه فأمرها ان تلزم غزلها مثل عمتيها رشيدة و عبدة فلما سمعت بهذا الحكم عليها هددته بأن الخدم فى القصر موالين لها فقال ان طاعتهم لها تسره فنادى الحاجب و قال له " احص عدد خدم القصر و ابلغ امين الامناء ان يخلع عليهم جميعا ( يعطى لهم اموال ) فأن طاعتهم لأخى تسرنى و احضر لى نسيما ( السياف ) " و قد جاء السياف و دخل عليه و هنا امره الحاكم و قال له " اسمع يا نسيم . لقد امرت امين الامناء ان يخلع على خدم القصر جميعا ٍاكراما للاميرة ست الملك فأن فعل فأقبض عليه و نفذ امرى فيهم ( و اشار بعلامة القتل ) "
و من عجائبه ابطاله للنجوى و هى مبالغ يدفعها المؤمنون بالمذهب الشيعى الاسماعيلى للحكام و كانت ترصد فى سبيل نشر الفكر الامامى للمذهب الاسماعيلى و عندما جاؤه حتكين كبير الدعاه يحاول رده بحجة انها من اساس الدعوة و ان النجوى يدفعها الناس عن طيب خاطر فرأى فى عينيه الشر فطاوعه و قال الحاكم كيف تنجح الدعوة على يد هؤلاء المرتزقة و انه لا وجود للأمام المعصوم حتى ابائه ليسوا كذلك لان الامام المعصوم يحاول البعد عن الشهوات ( لكن الجرائم مفيش مشكلة ) كما يحاول هو الان
هذا الشخص هو أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي لقب بالحاكم بأمر الله، ولد سنة 375هـ وتولى الملك بعد موت أبيه في رمضان سنة 386 هـ و كان سادس الملوك العبيديين تولى الملك و عمره إحدى عشرة سنة
كما أنه خفف من الإسراف الذى كان يحدث في الإحتفالات بالمناسبات المختلفة , كما أنه أمر بألا يصلى عليه أحد في كتاباته ( شوفت اللى قبل منه كانوا عاملين نفسهم انبياء ) و يقتصر على هذه الصيغة : (( سلام الله و تحياته و نوامى بركاته على أمير المؤمنين )) و بعدها اله نفسه
و كان الحاكم شديدا في التعامل مع رجال دولته و كان يحاسبهم بشدة إذا أخطأوا و من غرائبه أنه كان دائماً يفتك بوزرائه و يقتلهم شر قتلة، يعين أحدهم في منصبه ثم يقتله و يأمر بتكريمه فى وفاته و حسن تكفينه و يعين آخر ( احيانا بدون سبب ) فلا تمضي فترة بسيطة إلا و هوغارقا في دمه و قد قتل من العلماء والكتاب و احاد الناس ما لا يحصى على ان البعض قدرهم ب 18000 شخص , كما أنه إعتمد على نظر المظالم لتطهير دولته من الفساد ( و رعى بنفسه فسادا اخر ) و كان يواصل ركوبه ليلا و نهارا على حماره و يطوف به في الأسواق و القرى و يسمع الناس و يرى مدى طاعتهم له و قد ورث الحاكم عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع المال على الفقراء و المساكين و النظر فى المظالم بنفسه و كان له فيها عقوبات عجب تضحك الباكى و تبكى الفرحان و بعض المؤرخون يشهدون بأن يده لم تمتد على مال إطلاقا كما أنه أيضا حرص على تخفيف الضرائب عن رعاياه خاصة ما تعرف بضريبة المكوس
و لكن لا تفرح فالقادم يضحكك و يبكيك
أهم المراسيم التي أصدرها
أمر اليهود والمسيحيين بشد الزنار و لبس الغيار و شعارهم بالسواد ( ارتداه بعد فترة ) شعار المغتصبين للسلطة من العباسيين ( فتنة طائفية )
و اصدر مرسوما اختص بعض الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية و البقلة المسماة بالجرجير و المتوكلية المنسوبة إلى المتوكل و لا يباع شيء من السمك بغير قشر و لا يصطاده أحد من الصيادين ( تيجى ازاى !!! ) و شدد على هذا حتى أنه علم بتجار قد باعوا هذا فأمر بضربهم بالسياط ثم ضرب أعناقهم ( راجل فاضى )
منع الزبيب والعنب و قطع كرومه في جميع بلاده خوفا من أن يتخذها الناس منها خمرا و أراق خمسة آلاف جرة من العسل في البحر خوفاً أن تعمل نبيذاً ( فوت دى علشان خاطرى )
المنع من عجن الخبز بالرجل و المنع من أكل الدلنيس و المنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي و ما سواها من الأيام لا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث ( فوت دى و خد اللى وراها )
و قرئ سجل بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة و يؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة تقريبا ( على مزاجه ) و سترى لاحقا ما حدث للصلاة
إصلاح المكاييل و الموازين و النهي عن البخس فيهما ( و لها عقوبة شنيعة ستراها لاحقا ) و المنع من بيع الفقاع ( لما يؤثر عن علي من كراهة شرب الفقاع ) و عمله ألبتة
ضرب في الطرقات بالأجراس و نودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر و ألا تكشف امرأة وجهها في طريق و لا خلف جنازة و لا تتبرج و بعد فترة منع المرأة من الخروج و ان كان هناك ضرورة قصوى يذهب احد اقربائها و يأخذ صكا من الحاكم ( لو حتى لزيارة الاهل او الطبيب ) و كان يقتل الجوارى الجميلات فى قصره
تتبعت الحمامات و قبض على جماعة وجدوا بغير مئزر ( هايستحموا ازاى ) فضربوا و شهروا ( هيافة ما بعدها هيافة و الله العظيم )
و مما يروى عنه أيضا أنه رسم لجماعة من الأحداث أن يتقافزوا من موضع عال في القصر و رسم لكل منهم بصلة فحضر جماعة و تقافزوا فمات منهم نحو ثلاثين إنسانا من أجل سقوطهم خارجاً عن الماء على صخر هناك و وضع لمن قفز ماله ( الفاضى يعمل قاضى )
و ايضا أمر بقتل الكلاب فقتل منها ما لا يحصى حتى لم يبق منها بالأزقة والشوارع شيء و طرحت بالصحراء و بشاطىء النيل و أمر بكنس الأزقة و الشوارع و أبواب الدور في كل مكان ففعل ذلك
فتح دار الحكمة بالقاهرة وحمل الكتب إليها و انتصب فيها الفقراء و القراء و النحاة و غيرهم من أرباب العلوم و الفنون و فرشت و أقيم فيها خدام لخدمتها و أجري عيهم الأرزاق من فقيه و طالب و غيرهم و جعل فيها ما يحتاج إليه من الحبر و الأوراق و الأقلام ( ما تفتكرش انه محب للعلم لانك بعد شويه هاتشوف حكايته مع العالم ابن الهيثم ) و كانت مركزاً لإعداد و توجيه دعاة الإسماعيلية ( تجديد الكفر عفوا الفكر ) !!
في عام 398 هجريا في المحرم ابتدأ نقص ماء النيل من ثامن عشر توت فاشتد الأمر و بيع الخبز مبلولا و ضرب جماعة من الخبازين و شهروا لتعذر وجود الخبز بالعشايا ( حلوة دى )
على ان حبه للقتل كان ذا منفعة عندما حدثت ازمة غذائية ( تموينية ) نتيحة نقص الفيضان و هنا سيطر الجشع و اصبح سيد الموقف و توغلت الرأسمالية الفاطمية و رأى الحاكم ان الجوع كافر و ساعتها لن يسمع كلامه احد ( يا روح مابعدك روح ) و اشتد الامر و شكا له الناس فما كان منه الا ان اقسم و توعد انه سيخرج من منزله الى مقر حكمه و ان لم يجد القمح اثناء عودته و قد اخرج كل واحد من الناس و يضعونه ما بين قصره وديوانه حتى تغوص رجل حماره فى الطريق المملوء بالقمح ( شوف المسافة و العمق ) فأنه سيأخذ قمحه و سيقبض ماله و بما ان الناس كانت لا تزال متأثرة بقدرات الحاكم و يؤمنون بقدراته و يعرف الجميع انه سفاح سفاح سفاح بدرجة امتياز مع مرتبة الدمار فقد اخرجوا الدقيق ( تجار محتكرين و زراع و غيرهم ) من بيوتهم و وضعوه فى الطريق بين قصره و ديوانه و غاص قدم حماره ( الميمون ) حتى الركبة فى القمح فأمر بجمع القمح و اعاد توزيعه ( انظر المقريزى و كتبه )
أمر الحاكم سنة 398 هـ بتخريب كنيسة القيامة ببيت المقدس ( و خصوصا بعد هدم بعض المساجد فى الخارج ) و ألزم النصارى و اليهود في بلاده بالدخول في الإسلام أو الرحيل إلى بلاد الروم ثم عاد و أباح لمن أراد الرجوع لدينه و عمر كنائسهم التي خربها وقال " ننزه مساجدنا أن يدخلها من لا نية و لا نعرف باطنه " ( تسمى ده ايه )
كانت شخصية الحاكم شاذة و تجلى هذا واضحا في أفعاله و أحكامه و أقواله فتارة يحب العلم والعلماء ويبني لهم المدارس الفقهية ثم يهدم هذه المدارس ويقتل العلماء والمشايخ و ينكل بهم ايما تنكيل وتارة يحب الإصلاح ثم يقتل الصالحين والمصلحين و مرة قام بلبس الصوف سبع سنين وامتنع عن الاستحمام في الحمام وأقام سنين يجلس في ضوء الشمع ليلاً و نهاراً ( تسمى ده ايه ) ثم جلس في الظلام مدة طويلة ( اصحاب العقول فى اجازة ) و كتب على جدران المساجد سب أبي بكر و عمر والصحابة سنة 395 هـ ( و كان شعاره من لعن و سب فله دينار و اردب ) ثم عاد فمحاه سنة 397 هـ و عاقب كل من سب بشدة و قتل العديد من فقهاء السنة من المذاهب الاربعة و أصدر سنة 400 هـ قراراً بإلغاء الزكاة و منع صلاة الضحى و التراويح و ألغى الحج ( ضرب اركان الاسلام ) وأخذ إماماً جمع الناس في رمضان وصلى بهم التراويح فقتله ثم أعاد الصلاة لوضعها فتراه بعدها يسقط التكاليف من صلاة و صيام و زكاة و حج و جهاد و شهادة
اما حكاية ابن الهيثم فهى تدل على عدة اشياء منها غرائب ما يفعله الحاكم و منها ان العلم و اهله غير مكرمين هنا منذ امد فى هذا البلد حيث رأى الحاكم ان النيل هو مصدر الرزق و قوة الدولة ( وقوته ) لهذا اراد ان يبنى سدا على النيل و احضر ابن الهيثم و هو من هو فى العلم و امره ان يجرى ابحاثه لأقامة السد و الحقيقة كانت حسابات ابن الهيثم صحيحة تقريبا و كان سيبنيه فى اسوان و لكنه كان يعلم الحاكم و شره المستطير خصوصا ان سيتكلف كثيرا فلم يصارح احدا بخطته و بدأ يوهم من معه انه غير سليم عقليا و انه احيانا مضطرب و تطور الأمر للجنون و هنا حزن الحاكم فجعل له دارا يقيم فيها و خادم يخدمه و يحصى عليه انفاسه و كان ابن الهيثم ذكيا فكان يمثل انه مجنون حتى فى الدار لفترة طويلة لانه يعلم انه مرصود من قبل الحاكم فلما طال الوقت تأكد الحاكم انه مجنون و لم يبقى فى حسبانه و ظل ابن الهيثم على هذا الحال بضع سنين مسجونا فى داره و لم يعود لرشده و رشد ابائه الا بعد ان سمع بأنتهاء عصر الحاكم
و من مهازله التى يطيش منها العقل انه كان يسير راكبا على حماره و معه عبد زنجى واحد اسمه مسعود و بدون حرس و كان يتفقد الاسواق و ان وجد احد التجار يغش امر مسعود ان يفعل به الفاحشة العظمى ( ماركة قوم لوط ) و كان هذا يحدث علنا جهارا نهارا فى السوق على باب الحانوت الخاص بالتاجر الغشاش أو على رأس الطريق على مرأى و مسمع من الناس ( حاسب من الرقابة ) و مرة فعلها عندما رأى شيخا عجوزا فتشائم من وجهه فأمر مسعود ان يفعل به هذا الفعل المشين و كان الحاكم له عادة أن يكتب رقاعاً و ينثرها في يوم ذي رياح تتضمن هذه الرقاع خيراً و أخرى شراً و من تقترب منه رقعة و يفتحها عليه ان يعمل بما هو مكتوب فيها ( اضحك زى ما تحب ليك حق )
و قد يتسأل احدنا ماذا كان يخيف الناس منه و الم يكن يستطيع احد ان يقتله و سأجيب بأنه كان للفاطميين دعاية مثل الطابور الخامس من رموز جهل و فساد و اصحاب مصالح و غيرهم يألهون الحكام خصوصا الحاكم بأمر الله الذى وصلت به الجرأة ادعائه بأنه الناسوت و قد اشاع معرفته الواسعة بكل شئ و ان الله اعطاه من المميزات ما اعطى ( اعوذ بالله ) و كان من جملة بدعه اللا معهودة من قبل بخلاف العبد مسعود و افعاله فيقول السيوطي: (( إن الحاكم أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا على أقدامهم صفوفاً إعظاماً لذكره واحتراماً لاسمه فكان يفعل ذلك في سائر ممالكه و كان أهل مصر على الخصوص إذا قاموا خروا سجداً حتى إنه يسجد بسجودهم فى الاسواق و غيرها ( من العامة و الرعاع ) حتى في الحرمين الشريفين ( شايف الكفر ) وكان جباراً عنيداً و شيطاناً مريداً كثير التلون في أقواله وأفعاله )) و الان فأنك ترى الذين كانوا لا يصلون الجمعة يسجدون له فى السوق فكانوا يتركون السجود لله في يوم الجمعة و غيرها و يسجدون للحاكم عند ذكره اجلالا لقدره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و كان ذو عقل شيطانيا فمثلا عرف ان جماعة اغنياء فدبر لسرقتهم و ما ان سرقوا حتى هرعوا اليه يشكون ما حدث فرد رابطا جأشه انه يعلم بمن السارق عن طريق صنمه ابو الهول ( كان قد صنعه و يقال انه كان من الذهب و لم يكن كبير الحجم كأبو الهول الفرعونى ) فذهبوا و قاموا بمخاطبة الصنم ( و كان بداخله شخص من اتباع الحاكم ) و قد رد عليهم الصنم ( حاسب من القدرة ) و عندما سمعوا المكان المخبأ فيه المال ذهبوا فوجدوه و هنا امن السفهاء بقدرات الحاكم اكثر فنشروا هذا و شكروا للحاكم
و كان من غرائبه جلوسه فى وضح النهار مدة طويلة و هو مشعل الشموع فى غرفته ( اصحاب العقول فى اجازة ) و يجلس فترة طويله لابسا الصوف ( سبع سنين ) و باللون الاسود و مصائبه تجلت بحبه للقتل بلا مبرر فكان من شدة بطشه و رعب الناس منه انه ذات مرة كان يحفر خندقا بالقرب من المقطم ( و للمقطم حكايات اخرى مع الحاكم ) و ما ان سمع الناس هذا حتى سارعت الطوائف متمثلة فى زعمائها من المسلمين والنصارى في أحد ميادين القاهرة ولم يزالوا يهرولون فى الأرض حتى وصلوا إلى القصر فوقفوا على بابه يضجون ويتضرعون و يسألون العفو عنهم ثم دخلوا القصر و رفعوا إلى الحاكم بواسطة قائد القواد " الحسين بن جوهر " ( قبض عليه لاحقا و سترى ما حدث له ) ورقة يلتمسون فيها العفو. فأجابهم الحاكم على لسان الحسين إلى ما طلبوا و أمروا بالانصراف و البكور لتلقي سجل العفو و ابتدأ العاملون فى القصر اول الناس و هم اول من سمعوا و كانوا يعلمونه ( اللى ربى خير من اللى اشترى ) ثم اشتد الذعر بالغلمان والخاصة على اختلاف طوائفهم فضجوا واستغاثوا وطلبوا العفو والأمان فأجيبوا إلى ما طلبوا وتبعهم في الاستغاثة التجار و أرباب المهن و الحرف. و توالى صدور الأمانات لمختلف و واضح من تلك السجلات العجيبة مدى قوته و بطشه بالناس و استحلاله لسفك الدماء و عدم الاكتراث بأى امر عدا ما يرديد حتى صار الناس يطلبون العفو من غير جرم فعلوه. و هذا يدل على جبن الناس و تأثرهم بالأعلام المدمر ذو الصبغة الطابورية الخامسة و انه من حق الحاكم بامر الله ان يفعل ما يشاء ( فهو لا يسئل عما يفعل ) و هذا شرك بالله وقانا الله و اياكم و هذا للأسف كان الشعار المعلن عنه و وصف به حال الحاكم و انه لا يجوز سؤاله ؟؟؟؟؟
و صورة كتاب الأمان هي: (( هذا كتاب عبد الله و وليه المنصور أبي علي الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين، إنكم من الآمنين بأمان الله الملك الحق المبين، و أمان جدنا محمد خاتم النبيين و أبينا علي خير الوصيين، و آبائنا الذرية النبوية المهديين صلى الله على الرسول و وصيه و عليهم أجمعين، و أمان أمير المؤمنين على النفس و الحال و الدم و المال، لا خوف عليكم و لا تمد يَدٌ بسوء إليكم إلا في حد يقام بواجبه و حق يؤخذ بمستوجبه فيوثق بذلك و ليعول إن شاء الله ))
و على ذكر المقطم كان الحاكم متتبعا للنجوم ليعرف الاخبار ( و قد اعدم ثلاثة منجمين لتعارضهم فى الرأى معه بشأن تنبأهم بنقص النيل و اشاعته بين الناس فشحت الغلال لكثرة الطلب لتخزينها و قد صدق المنجمون و حدثت النقص كما وضحنا سابقا ) و فى هذه الجلسة قتل اثنين من فقهاء السنة احدهم شافعى و اخر مالكى انكرا الامام المعصوم ( الذى قال هو مرة لداعيته حتكين انه لا يوجد ) و صرف لأهل الشيخين القتيلين 50 دينارا تصرف كل شهر و قيل انه يخدم زحل ( دجال بعد الضهر و هه يحسن الدخل كمان )
و بمناسبه الظهر فقد كان له حكايه معه تدل على استبداد هذا الرجل فقد امر ذات مرة بمنع الاسواق نهارا و عدم خروج النساء الى الشارع و ان تفتح ليلا للرجال فقط و سار مرة فى الظهر فرأى نجارا يعمل فعلم النجار انه سيرى الويل و الثبور و عظائم الامور و بتوفيق من الله افلت من عقوبة الحاكم حيث عندما سأله الحاكم لماذا تعمل فى هذا الوقت و انا قد منعت هذا فرد النجار مذعورا " يا مولاى قبل قراركم الكريم كنت اعمل بالنهار و لكن اشغال الناس كانت عندى كثيرة فكنت اجهز جزء من العمل ليلا و اكمل بالنهار اثناء البيع و الان نعمل كلنا ليلا فلابد من ان استعد بجزء من النهار " و هنا ضحك الحاكم بأمر الله و اعجب بالنجار و ظهرت تجليات هذا الاعجاب و حلت بركته على الناس و امر ان يفتح السوق بالنهار كالمعتاد ( هو ايه اصله ده ) و كان كما يتضح محبا لسفك الدماء
و فى قتله للوزراء و الامراء حجة غريبة و مريبة تدل على بدعه حيث ذات مرة دخلت عليه اخته ست الملك و كانت غاضبة لما فعله بقتله غلاما اسمه مرجان كان يشبه على بن الحاكم بأمر الله و كان على يحب مرجان لشبهه به ( و قوف بعد قتله يستلهم الوعظ و يقول لقد كن جميلا و الان انك جثة عفنة و امعاؤك لا تسر الناظرين اين انت الان يا مرجان ) و كان الحاكم يقتل النساء و يقول انه يريد ان يتجرد من كل ضعف و قتل هذا الغلام مرجان لانه يشبه ابنه الذى لايستطيع قتله و قد ارتاع على من ابيه و كذلك زوجته و ابلغا ست الملك اخت الحاكم بما فعله اخوها الحاكم فجأت اليه و قالت له انه اصبح ميالا للقتل بلا مبرر بدليل ما فعله مع مرجان الغلام فقال لها الم تعلمينى انتى سفك الدماء و حرضتينى على قتل برجوان و ابن عمار ؟ فردت قائله انه كان لمصلحة الدوله اما الان فلما تقتل فقال ان لا اقتل كل من فيه مصلحة للدوله فقالت لا و الله و الا لما قتلت الفضل بن صالح و هو الذى انقذ ملكك من ابى ركوة و قبضت على الحسين بن جوهر ( الذى توسط للناس ساعة خندق المقطم ) و عبد العزيز بن النعمان و لهما خدمات جليلة للدولة ؟؟ فرد كالشيطان المريد قائلا " انا اقتل هؤلاء الزعماء حتى لا يحبطوا عملهم بعد ذلك ( سبحان علام الغيوب يا اخى ) الا ترين ان ان احدهم يبدأ ناشئا لا قيمة له و لا خطر منه حتى اذا ما قام بخدمة عظيمة للدولة اصبح كالطعام الذى هضمته المعدة و استخلصت اطيب ما فيه و لم يبقى من الا الاذى فيطرده الجسم "
ولم يسلم منه اقرباؤه ايضا فبعد هذا الحوار ثارت اخته عليه خصوصا انها كانت تتشفع للنساء حتى يستطعن الخروج و رد عليها بأنه يمنع الزنا ؟؟؟؟؟؟ و علم بالنساء اللاتى وسطنها فقتلهن على باب القصر فقالت اين الحكمة فى اوامرك هذه فأمرها ان تلزم غزلها مثل عمتيها رشيدة و عبدة فلما سمعت بهذا الحكم عليها هددته بأن الخدم فى القصر موالين لها فقال ان طاعتهم لها تسره فنادى الحاجب و قال له " احص عدد خدم القصر و ابلغ امين الامناء ان يخلع عليهم جميعا ( يعطى لهم اموال ) فأن طاعتهم لأخى تسرنى و احضر لى نسيما ( السياف ) " و قد جاء السياف و دخل عليه و هنا امره الحاكم و قال له " اسمع يا نسيم . لقد امرت امين الامناء ان يخلع على خدم القصر جميعا ٍاكراما للاميرة ست الملك فأن فعل فأقبض عليه و نفذ امرى فيهم ( و اشار بعلامة القتل ) "
و من عجائبه ابطاله للنجوى و هى مبالغ يدفعها المؤمنون بالمذهب الشيعى الاسماعيلى للحكام و كانت ترصد فى سبيل نشر الفكر الامامى للمذهب الاسماعيلى و عندما جاؤه حتكين كبير الدعاه يحاول رده بحجة انها من اساس الدعوة و ان النجوى يدفعها الناس عن طيب خاطر فرأى فى عينيه الشر فطاوعه و قال الحاكم كيف تنجح الدعوة على يد هؤلاء المرتزقة و انه لا وجود للأمام المعصوم حتى ابائه ليسوا كذلك لان الامام المعصوم يحاول البعد عن الشهوات ( لكن الجرائم مفيش مشكلة ) كما يحاول هو الان
و كان سلوك الحاكم على تلك الصور إنما نشأ عن تأثير فكرة الألوهية ( اخذته العزة بالأثم ) وأن كل ما صدر عنه من أعمال وأقوال إنما كان بدافع واحد وهو تأليهه خصوصاً أنه تولى الحكم و هو صغير السن و قد أحيط بهالة من التعظيم ( طوابير من المنافقين و اصحاب المصالح ) و مما أسبغته العقيدة الإسماعيلية على أئمتها ( ببركة الطابور الخامس الدعائى ) من امثال حمزة بن على و كذلك الدرزى و صهره التميمى و حسن الاخرم الذى قتله ابناء مصر من اهل السنة عندما كان فى جامع عمرو و دعا بألوهية الحاكم و قتل فى موكب الحاكم ( و هؤلاء اتوا من فارس لضرب الاسلام و قد الف حمزة كتاب اسمه الكتاب الناطق و كتبه على ورق قديم بحيث يظهر كالكتب القديمة و فيه تنبؤ بالأمام المعصوم و اسماه قائم الزمان و كانت شخصية قائم الزمان تشبه الى حد بعيد شخصية الحاكم فتأثر بها اكثر و اتبع ما فى الكتاب لتوافقه مع هواه ) فكان يطمح إلى أكثر من الملك و بعد أن رأى كذلك دعوى ألوهية بعض أهل البيت عند السبئية و ألوهية جعفر عند الخطابية و غيرهم ممن ادعى الألوهية أو ادعيت له و عليه فقد ادعى الالوهية حيث كان الحاكم يرى من وراء أوامره المتضادة الغريبة على العقل اختبارا للناس و يعرف مدى طاعتهم له ولما رأى أنهم يطيعونه في كل شئ منكر على العقل بدأ يدعو الناس لعبادته وتأليه ذاته الخبيثة ( يا خراب مستعجل ) و كان الذي زين له هذه الفكرة رجلان من بلاد فارس الأول محمد بن إسماعيل الدرزي و الثاني الحسن بن حيدره الفرغاني و ذلك سنة 408 هـ و الفرس بطبيعتهم يميلون لتقديس ملوكهم و هنا وافقت هذه الفكرة هوى عند الحاكم فأنشأ 'دار الحكمة' و استقطب الدعاة الإسماعيليين من كل مكان
و هنا تذمر الناس فى سائر البلاد و خصوصا فى مصر ( متأخرين دايما ) و قتلوا دعاته الملعونين فأغتاظ الحاكم و اشتاط من إعراض الناس في مصر عن دعوته و هاج و ماج و وافق ذلك ان كتب أئمة بغداد عاصمة الخلافة العباسية محضراً يثبت كذب نسب الفاطميين لآل البيت و يبين أنهم كفرة كذبة فجرة معطلون لدين الإسلام و انهم على مذهب المجوس و ذلك لما شرع الحاكم في مد خطره إلى باقي بلاد المسلمين و حضرت اليه وفود الزنادقة من كل مكان يتعلمون على يديه و ينشرون مذهبه
و تصادف أن أهل مصر صنعوا امرأة من ورق وأوقفوها في طريق الحاكم أثناء سيره و في يديها ورقة بها شتم وسب ولعن للحاكم و للفاطميين جميعاً فلما رآها ظن أنها امرأة لها شكوى فأخذ الورقة من يديها فلما قرأها اشتد غضبه و أمر بقتل المرأة فلما عرف أنها دمية من ورق اصبح كالمارد و أمر عبيده الزنوج ( ماركة مسعود و شركاه و قد كانوا فرقا من الجيش ) بإحراق مصر ونهب الديار و فعل ما يحلوا لهم فانطلقوا يدمرون كل شئ و وقعت الفتنة فى مصر فلما رأت الجنود المغاربة و المشارقة ( من اتباع الدولة الفاطمية نفسها منذ نشأتها ) ما يقع للمسلمين بمصر فانضموا للمصريين و قاتلوا معهم حمية للدين والعرض و خصوصا انهم كان لهم نسب فى مصر و عندها خاف الحاكم خصوصا بعد دخول امراء الجيش عليه ممسكين بقائد العبيد " عنبر " و قالوا له ان هناك ما اشاعة تقول بأنك اعطيت الامان و اوقف الهجوم و لكنك تمدهم بالسلاح فمره امامنا ان يوقف اتباعه ففعل على امتعاض و أظهر أنه لم يأمر بذلك و كان يخرج في أيام القتال ينظر لميدان المعركة و يبكي و يقول 'من أمر هؤلاء بهذا' (يعملوها و يخيلوا ) و معروف عنه انه كان باطنى المذهب يعلن ما لا يسره فى صدره لتيسير مصالحه و ادعي أنه لم يكن يعلم بالأمر و مع هذا فهوا يرسل إليهم بالسلاح حتى أحرقت ثلث القاهرة
و لم يخلص أهل مصر إلا مقاومتهم ( خربانة خربانة ) و انحياز الأتراك و المغاربة من العسكر ( ان الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون اخيه ) لهم حتى تدخل هذا الحاكم و فض الاشتباك بين الحزبين
مقتل الحاكم و تعدد الروايات
قتل على يد اخته لسببين هما
اولا
لانه قد عظم شره و زاد خطره و كان يتهمها بالفاحشة و يسمعها أغلظ الكلام و قال لها انه سيبعث القوابل لاستبرائها فخافت منه ودبرت لقتله فاستدعت أميراً من أمرائه و اسمه الحسين بن دواس واتفقا على قتله وأخبرته ست الملك أن الحاكم سوف يخرج في ليلة الاثنين 27 شوال لجبل المقطم لينظر في النجوم ( منجم قد الدنيا ) فجهز ابن دواس من عنده رجلين شديدين و تربصا له في الجبل , أما الحاكم فلما أراد أن يخرج في هذه الليلة منعته أمه خوفاً عليه فوافقها و نام فلما ذهب ثلث الليل الأول و الثاني استيقظ الحاكم من نومه و ركب حماره و اصطحب معه غلاماً له صغير و كان شاهده الأخير حماره ( المدعو بالقمر ) و صعد الجبل لأجله المحتوم فاستقبله هذان الرجلان و أنزلاه من على حماره و قاما بقطع يديه و رجليه و بقرا بطنه بعدما جرداه من ثيابه و تركا الثياب عند شاطئ النيل و حملا الجثة لابن دواس الذي حملها بدوره لست الملك التي قامت بدفنها في مجلس دارها ثم جعلت تقول للناس إن الحاكم قال لي ' إنه يغيب عنكم سبعة أيام ثم يعود ' و جعلت ترسل ركابين إلى الجبل فيصعدونه ثم يرجعون فيقولون ' تركناه في الموضع الفلاني و موضع كذا وكذا ' ( حتى لا يقال قاتلة اخيها ) و لما طالت غيبته و اجتهدوا في البحث عنه فعثروا على ملابسه الملطخة بدمه فتأكدوا من موته و فرح الناس لموته فرحاً شديدا
ثانيا
هو إنكارها لما أقدم عليه الحاكم و خوفها أن تزول الخلافة بسبب دعواه الألوهية خصوصا ان الطوائف و القبائل الموالية للفاطميين منذ نشأة دولتهم تمردت و الكل يجهر بالعصيان و الفتن تأججت و الكل له ثأر عند الحاكم
و الروايات الاخرى تقول و هى لبعض العلماء تنكر أن تكون أخته قد قتلته
يرى الدكتور محمد كامل حسين : إن الحاكم قتل نتيجة مؤامرة يهودية لاضطهاد الحاكم لهم، و يرى أن هذا هو القول الصواب و ما عداه لا صحة له ( منقول )
بينما يذهب الدكتور محمد أحمد الخطيب إلى أن الحاكم قتل بسبب مؤامرة باطنية بسبب ما أفشاه من مذهبهم السري و قد رد على المقريزي الذي ذكر هو الآخر أن الحاكم قتله شخص ثم اعترف بذلك فهو يرى (( أن قتل الحاكم كان مؤامرة معدة بإحكام من قبل سلطات الدولة الرسمية و بمباركة دعاة الإسماعيليين )) حتى تبقى اسطورة الرجوع ( منقول ) و هذا الرأى اميل له
و عموما بعد موته او اختفائه حدثت اشياء ازعجت الناس و هو ميت كما ازعجهم و هو حى
فقد ظهر رجل اسمه (( سكين )) كان رئيس الدعوة الدرزية في سوريا ادعى أنه الإله الحاكم بأمر الله قد رجع من غيبته في سنة 418 هـ خصوصاً و أنه كان يشبه ملامح الحاكم، وقد وصل مصر و دعا الناس إلى هذه الفكرة بل و وصل إلى قصر الحكم و وقف على بابه ينادي أصحابه بأنه الحاكم فارتاع حرس القصر برهة ثم عادوا إلى رشدهم و هجموا على سكين و أصحابه و قتلوهم، و أخذ سكين وصلب ( منقول )
ثم ظهر رجل آخر في صعيد مصر قبطي اسمه (( شروط )) ادعى أنه الإله الحاكم بأمر الله، و أعيا الدولة في القبض عليه و سمى نفسه أبا العرب ثم ظهر شخص آخر يعرف بابن الكردي و ادعى نفس الدعوة السابقة ( منقول )
و يقال انه علم بحقيقة الدرزى و ما وقع فيه من خطأ قبل وفاته مباشرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق